التشجيع موتاً !!

الأحد 2014-03-16 17:42:07 تعليقات: 0
التشجيع موتا

كتب - سفيان صيام

لا تزال كرة القدم تمارس سحرها ، فهي معشوقة الملايين ، ولا زال سر هذا السحر خفي المكنون ، هذه الساحرة المستديرة كما أسماها المعلق المصري الشهير ميمي الشربيني تشغل بال الملايين على مختلف ثقافاتهم وأصولهم فتجعلهم يتسمّرون إما في مدرجات الملاعب ، أو على شاشات التلفاز ، تضطرب قلوبهم مع كل لمسة أو تمريرة أو كرة في القائم أو هدف في لحظات إثارة مجنونة ، وهذه حقيقة . حقيقة أخرى أنها تبقى مجرد وسيلة ترفيه _ لمن يتابعها _ ، فهي فرصة لقضاء وقت ممتع كمن يقضي وقتا على شاطئ البحر، أو بين الخضرة في حديقة جميلة ، من أجل الترويح عن النفس ويجب أن تبقى كذلك . وبين الحقيقتين السابقتين يستسلم بعض متابعيها لسحرها الذي يتسلل خلف خطوطهم العصبية فيسيطر عليها بشكل قد يصل حد الموت أحيانا ، ويصور الأمر على أنه قضية حياة أو موت ، فتراهم يشجعون بأعصابهم كلها بل ربما بأرواحهم ، يصابون بالغضب _الضار_ لمجرد هدف دخل مرمى فريق يحبونه ، أو الاكتئاب لمجرد خسارة ، ولا زلت أذكر ذاك المشجع المصري الذي مات منفعلا لحظة تسجيل حسام حسن في مرمى زيمبابوي في مباراة الطوبة الشهيرة ، والتي أُعيدت بعد ذلك دون أن تعود الحياة لذاك المشجع المسكين ، وأذكر المدافع الكولومبي إسكوبار الذي قتله مشجع مجنون لإحرازه هدفا بالخطأ في مرماه ، وأذكر بكل أسف حادثة بور سعيد الشهيرة ..

وللحق فإني لا أنكر تأثر الإنسان وانفعاله حين يشاهد كرة القدم ، و هذا ما يشترك فيه كل متابعيها ، ولكن هل يستقيم أن يكون جهازك العصبي والدوري والتنفسي تحت رحمة كرة من الجلد ؟ لا زال معظمنا يذكر المباراة النهائية لكأس العالم الأخيرة ، أتتذكرون كيف اصطف روبين ورفاقه مصفقين لكاسياس وزملائه أثناء صعودهم لاستسلام أهم كأس على مستوى العالم ؟ فإذا كان هذا شعور من قاتل من دقائق للظفر بلقب هذا الكأس، وهذه روحه الجميلة التي أدركت حقيقة كرة القدم ، أفلا يعتبر من لا تمثل له إلا مصدرا للانفعال العصبي ؟ إن كان هذا إدراك من تمثل له كرة القدم مصدراً للثراء الفاحش والشهرة واسعة الآفاق فما بال من لا تطعمه الكرة ولا تسقيه ؟

داخل الخبر تحت التفاصيل