فوتبول - الحكم الدولي محمد الشيخ خليل

موهبة رياضية ... لم تمنعها نيران الحرب الاهلية  من تحقيق طموحها  ... قلبها معلق ببلادها رغم الشتات .... فخرجت من وسط  ركام المخيمات .... لتبحث عن النور والمستقبل ... فشقت طريقها  نحو العدل في لعبة كرة القدم ....  فحملت راية العدالة بين المتنافسين  في مجال التحكيم .... انها الحكم الفلسطيني المساعد (هبة سعدية ).

بداية الطموح

شاركت (سعدية ) لأول مرة في نهائي كاس ماليزيا للسيدات عصر يوم السبت  الساعة الرابعة والربع بتوقيت العاصمة الماليزية (كوالالمبور) ، وهذا يعد نجاحا لها ، وبهذه  المشاركة  بعد ان هاجرت من سوريا بسبب اندلاع الحرب الاهلية ، وكما يعد انجاز كبيرا للتحكيم الفلسطيني  والذي اكدت جدارته وثباتها دوما نحو التطور والنجاح .

اقيمت المباراة في العاصمة الماليزية بين فريقي (Misc. MifA ميفا ) و (Sabah صباح) والتي انتهت المباراة 4/3 لصالح فريق (ميفا)  بركلات الترجيح  (4/3) بعد ان انتهى الوقت الاصلي للمباراة بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما ، علما ان هذه البطولة تقام كل عام وتوقفت منذ عام 2003 م لأسباب نقص الفرق  والان عادت  لتقام سنويا في اطار تطوير كرة القدم النسائية

وكانت (سعدية) ضمن (18) حكم شارك في البطولة (piala  tun sharifah  rodziah)  منهم (4) سيدات ، وكان نظام البطولة دوري المجموعات  وبعدها خروج المغلوب من مرة واحدة ، وشاركت  في (7) مباريات  منهم المباراة الختامية والنهائية التي يطمح ان يشارك بها كل حكم .

نجاح واعجاب

حضر العديد من اعضاء لجان الحكام والمقيمين  لاختيار الافضل ، فكان المحاضر والمقيم للحكام على الصعيد الدولي وعضو لجنة الحكام الاسيوية الاستاذ (على الطريفي) من السعودية ، وزميله  الاستاذ محمد صبحي  من ماليزيا قد  اشادا بالأداء الجيد الذي قدمته الحكم المساعد (سعدية) لتكون من افضل حكام البطولة ، علما ان المحاضر(الطريفي) اول من اكتشف موهبة الفلسطينية  (سعدية) لتكون حكما مساعدا ، واكد على انه ينتظرها مستقبل جيدا في مجال التحكيم  الدولي .

حنانيا (سعدية) امل المستقبل

وضح المحاضر والمقيم الاسيوي للحكام الدكتور (ميشيل حنانيا)انه يتم التواصل دوما مع رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الماليزي للاطلاع  على المستوي الفني والبدني  واداء الحكم المساعد ( سعدية) ومشاركتها في مباريات المسابقات الرسمية هناك ، مما وجد ان هناك تحسن كبير جدا في مستواها في المباريات  من خلال التقيم الجيد لها .

ومن جانبه اكد الدكتور (حنانيا) انه دائم الاتصال مع زميله (على الطريفي و محمد صبحي الدين خاصة لتواجدهم الان ضمن البطولة المقامة حاليا للاطمئنان على هذه الموهبة التحكيمية ، وفي نفس السياق عبر (حنانيا) عن سعادته البالغة بان يكون الحكم المساعد (سعدية) ضمن طاقم التحكيم للمباراة النهائية ، وان هذا الانجاز ناجم عن مدي التقدم والتطور السريع لها من خلال دورات الصقل التي شاركت بها .

كما اثنى الدكتور (حنانيا) على مجهودها الجيد  من خلال التقارير وتمنى في حديثه ان تكون ضمن قائمة الحكام الدوليين في المستقبل القريب حتى  تعم فادتها على الرياضة النسائية  عامة وفي مجال تحكيم كرة القدم خاصة .