الملاعب المعشبة صناعياً استثمار جيد ولكن !

الأحد 2015-06-14 00:22:03 تعليقات: 0
الملاعب المعشبة صناعيا استثمار جيد ولكن

كتب إياد ضاهر:

يتفق معظم المتابعين للشأن الرياضي محلياً وعالمياً أن من أهم أسباب تقدم وتطور الرياضة بالعالم هو دخول رجال المال بقوه من أجل الاستثمار بالرياضة، وهو استثمارٌ يساهم في التخفيف من التكلفة المالية الباهظة والتي تتطلبها عناصر الرياضة من لاعبين ومدربين وملاعب، ومن هنا نستطيع أن نقول أن ظاهرة وجود ملاعب معشبة صناعياً يملكها رجال أعمال ومستثمرين هي ظاهرة جيدة ويمكن البناء عليها، فالتكلفة المالية الكبيرة لتلك الملاعب والتي يعجز أصحاب الملاعب الترابية والإسمنتية أو ذات العشب الطبيعي (المستهلكة) عن توفيرها سواء كانوا أندية أو أصحاب أملاك يدفعهم لإيجاد من يستطيع أن يأخذ الملعب ويعشبه صناعياً مقابل نسبة من الربح لعده سنوات، وبقليل من الشرح يتضح لنا أن هناك العشرات من الملاعب المنتشرة في كل المحافظات أصبحت تتزين بالعشب الصناعي، والعدد في تزايد مستمر نظراً للربح والعائد المادي الجيد لكل الأطراف، أما من الناحية الفنية فإن تلك الملاعب هي أنسب الحلول وأفضلها لممارسة كرة القدم لدى الناشئين والقدامى والشباب والمؤسسات والهواة نظراً للكثافة السكانية العالية والإقبال الكبير على كرة القدم من كافة فئات الشعب، وتجدر الإشارة هنا بأن تلك الملاعب الجميلة أصبحت هي المتنفس الأمثل لعامة الناس لممارسة الرياضة، ولا ننسى أن تلك الملاعب تراعى عوامل الأمن والسلامة بعكس الملاعب الصلبة أو الترابية التي تشكل خطورة على المفاصل وتحدث إصابات كثيرة .

إجمالًا.. الملاعب المعشبة صناعياً ظاهرة جيدة وخطوة بالاتجاه السليم من قبل المستثمرين، ويجب أن تؤسس لاستثمار آخر بتطوير في المباني والمرافق وفي كل الألعاب، وأتمنى أن يكون هناك استثمار أيضاً في اللاعبين، ولكن أتمنى أن تؤخذ في عين الاعتبار ملاحظتين في هذا الموضوع، الأولى هي أن تلك المساحات من الملاعب (الترابية والأسمنتية) والتي كانت تُمارس فيها كرة القدم على مدار اليوم من قبل الهواة أو الأطفال، وبعدما تزينت بالعشب الصناعي فقد أصبح هؤلاء لا يجيدون مكانًا للعب كرة القدم لأن تلك الملاعب أصبحت مغلقة، ولكي يلعبوا يجب أن يدفعوا أموالًا لممارسة كرة القدم، لذا ومن هذا المنبر فإني أدعو أصحاب تلك الملاعب مراعاة الوضع المادي لقطاع غزه خاصة الأطفال منهم، من أجل السماح لهم باللعب برسوم بسيطة شبه مجانية في أوقات مبكرة أو بالظهيرة، كما أدعو وزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية بمتابعة هذه الملاعب والعمل على إيجاد فرصة للأطفال في اللعب دون أن يؤثر ذلك على حقوق المستثمرين، الملاحظة الثانية وهي أن هذه الملاعب هي نسخة مكررة من حيث المساحة، فكلها ملاعب ذات مساحة 20×40 وأقل، لذا أرى من الضروري أن تكون هناك ملاعب معشبة صناعياً بمساحات أكبر قليلاً رغم أن ذلك سيكون أكثر تكلفة من الناحية المالية ولكنها ستكون مميزه لكي يستفيد منها أكبر عدد من اللاعبين، وكذلك لتأجيرها للأندية ولاستخدامها في البطولات والدورات .

 

إياد ضاهر
مدير الأكاديمية الرياضية الفلسطينية

psa.palestine@gmail.com

داخل الخبر تحت التفاصيل