الوطني يعود 23 مركزاً للخلف
وجوه جديدة في كأس التحدي و " محمود " أمام الفرصة الأخيرة

الخميس 2014-03-20 23:37:18 تعليقات: 0
وجوه جديدة في كأس التحدي و  محمود  أمام الفرصة الأخيرة

فوتبول - محمد عوض

عودة إلى الخلف دون رؤية ولو حتى تصريح واحد يبث الدافعية للأمام ، صمت معنون بألا جديد يذكر ولا قديم يعاد ، ويمر حدث تراجع المنتخب الوطني الفلسطيني "23" مركزاً للوراء حسب التصنيف الدولي الأخير مرور الكرام ، ولأن "الفدائي" رمز لنا كرياضيين ، بل كشعب فإنني أحد أفراده تابعت بحسرة ما آلت إليه النتائج ، والتراجع الذي لم يخرج أحد ليبرره .

الإشكالية الأكبر من وجهة نظري المتواضعة تتعلق بتناول وسائل الإعلام المحلية نبأ قفز المنتخب إلى الخلف ، وأشكك إذا ما كانت جميع وسائل الإعلام الرياضية قد تطرقت له ، وكأننا اليوم أصبحنا نتحدث عن شيء عادي ، أو كأنه لا يمس أي منا في الوقت الذي تتناول فيه وسائل الإعلام أخبار عابرة لا تصلح للنشر حتى في الجانب الإملائي .

عموماُ ، ولأن موضع حديثنا المنتخب الوطني أولاً بعيداً عن كيفية التطرق إليه من الآخرين إلا أنني أعيد وأؤكد بأن يد واحدة لا تصفق ، والإعلام جزء لا يتجزأ في المساهمة باختيار العناصر الأفضل ، وما حصل مؤخراً بأن جمال محمود عاد لاستدعاء وجوه مشابهة ، مع بضع التغييرات الطفيفة التي ربما نشهد ابتعادهم من القائمة النهائية .

أسباب التراجع على الصعيد الدولي للمركز "167" بعدما كان "144" يجب أن يكون لها مبررات حقيقية – إن وجدت –فلماذا لم نلعب ولو مباراة ودية واحدة في أيام الفيفا ؟ إذا كان جمال محمود يتحفظ على ذكر بعض الأمـور التي أدت لذلك فهذا يعني بأنه المسؤول وحده عن أية نتيجة ، فمن يقبل على نفسه فعليه تحمل تبعات ذلك ، وهذا لا يخلي مسؤولية الاتحاد في حال قصَّر في أي جانب سواء بقصد أو بغير قصد ، وسواء ظهر للإعلام أم بقي طي الكتمان .

وجوه جديدة ومتجددة

أولاً يجب علينا نقل القائمة المستدعاة من دوري المحترفين كما هي : "توفيق علي ، غانم محاجنة ، رامي حمادة ، نديم البرغوثي ، خالد مهدي ، هيثم ديب ، سامر حجازي ، أحمد عبد الله ، عبد الله جابر ، مصعب البطاط ، أدهم أبو رويس ، حسام أبو صالح ، رائد فارس ، معاذ مصطفى ، موسى أبو جزر ، فايز عسيلة ، أشرف نعمان ، خلدون الحلمان ، سامح مراعبة ، مصطفى أبو رحال ، ليث خروب ، رامي مسالمة ، هلال موسى ، خضر يوسف ، تامر صيام ، محمود الكوري ، عبد الحميد أبو حبيب ، أحمد ماهر" .

اعتذر أحمد ماهر عن اللحاق بالوطني بسبب الامتحانات الجامعية ، وهو عذر يجب ألا نسمع به ،فالاتحاد يجب التصرف مع الجامعة في هذا الموضوع ، أما الوجوه الجديدة بالإضافة للمتجددة فهي : لاعب الظاهرية أبو رحال ، ولاعب الخضر هلال موسى ، ولاعب شباب الخليل تامر صيام ، ومدافع هلال القدس عبد الله جابر ، ومدافع الثقافي معاذ مصطفى ، ومهاجم أهلي الخليل خلدون الحلمان ، ولاعب خط وسط إسلامي قلقيلية سامح مراعبة .

 وبالنسبة للمتجددة فالمقصود أولئك الذين لعبوا سابقاً للوطني ، وشاركوا في استحقاقات خارجية ، وربما ارتأى المدير الفني للمنتخب جمال محمود ضرورة في إعادة استدعائهم ، أو إعطائهم الفرصة من جديد .

فرصة لعناصر جديدة

إذا كان مدرب الفدائي يريد إعطاء فرصة لمن ذكر ، وبالتأكيد أصطف بجانبه قلباً وقالباً في هذا القرار ، فلماذا لا يعطي الفرصة لغيرهم ممن تألقوا خلال الفترة الماضية ، وهم كثر أيضاً ونحتاجهم في الخط الأمامي مثل : مهاجم مركز بلاطة لؤي نصار صاحب الأداء مميز ، وسجل هدفين في الدوري ، وهداف الكأس بأربعة أهداف ، كذلك مهاجم وهداف ثقافي طولكرم هذا الموسم محمد نديم المتواجد في المركز الثاني على قائمة هدافي الدوري بتسعة أهداف ، وسجل ثلاثية في الكأس أيضاً .

المشكلة الهجومية نعاني منها ويجب ألا يشعر أشرف نعمان بأنه الخيار الوحيد ، سواء أكان هو في مركزه أم غيره ، وذلك من أجل تقديم مستوى مميز دائماً يكون من خلاله قادراً على إفادة المنتخب ، ويجب ألا ننسى عناصر أخرى مثل صالح عسلية ، وهو نجم المكبر في الوقت الحالي وإن لم يقتنع به الجهاز الفني فالنتائج الشخصية التي حققها ، وقاد بها النسور للتقدم على سلم الترتيب كفيلة بإعطائه الفرصة ، فهو سجل ثمانية أهداف في الدوري ، وثلاثة في الكأس ، وله بصمة واضحة في كل جولة .

ويجب الإشارة هنا إلى حارس شباب الخليل محمد شبير صاحب الأداء اللافت للغاية في الجولات الماضية ، لكن منذ تولي محمود مهمة التدريب ابتعد عن الفدائي ، وإذا كان مبرر الدراسة الذي ذكر سابقاً مقنع لشخص ، فإنه غير مقنع لغيره وأنا منهم ، فلاعب كرة القدم يدرس كغيره ، ويلتحق بالمنتخب لتأدية واجبه الوطني ، وهذا موجود في كل دول العالم ، والأمـر ينطبق على سائد أبو سليم وهو ليس طالباً جامعياً ، والذي أبدى استيائه لعدم استدعائه في وقت سابق ، وبما أن الفرصة سانحة لمن يثبت نفسه ، وأبواب المنتخب مفتوحة للجميع ، فلماذا لا يكون له نصيب كغيره ؟

القادمون من غــزة

حسبما ذكرت وسائل الإعلام فإن أربعة لاعبين تم استدعائهم من قطاع غزة ، وهم : "أنس الحلو من غزة الرياضي ، ومعتز النحال من خدمات رفح ، وميسرة البواب من الهلال ، ومحمود وادي من اتحاد خانيونس" .

لكن هل يكون حالهم حال الذين حضروا سابقاً ، والتحقوا بأندية دوري المحترفين ؟ حتى أن مدرب المنتخب لم يعيد استدعائهم مثل عيد العكاوي ومحمد الديري وجهاد عبد العال ، وهذا إن دل على شيء فيدل على عدم اقتناعه بمستواهم الفني أو قدرتهم على تشكيل إضافة للفدائي ، وهم تأقلموا مع أنديتهم .

مع من يتواصل جمال محمود من مدربي قطاع غزة لاختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب كوننا نعلم بأن الجميع لا يشاهدهم على البساط الأخضر ؟ أم أنهم خيار المساعد صائب جندية وحده ؟ وإذا كان مستواهم لا يؤهلهم فلماذا يتم استدعائهم أساساَ ؟ والمنتخب الوطني ليس محاصصة مع التأكيد بأن مشجع الفدائي مع من يستطيع الظهور بأفضل شكل بغض النظر عن محلته !

الفرصة الأخيرة للمدرب

تداول الرياضيون عدة أخبار عن استقالة جمال محمود من تدريب الفدائي عقب الإخفاق الأخير في بطولة غرب آسيا ، لكن ذلك لم يحصل فعلياً ، واستمر في مهامه ، لكن خبر آخر وربما تسريب من المدرب ذاته يفيد بأنه سيرحل بعد كأس التحدي القادم مهما كانت النتائج ، لكنه في الوقت ذاته يبقى فرصة لترك بصمة خلفه يذكرها بالخير كل محب للفدائي كما سبق وفعل مع هلال القدس .

كأس التحدي ليس بطولة سهلة يمكن للفدائي المرور منها بتحقيق إنجاز يسير ، لأن قدرات المنتخب لا تخفى على أحد ، والمدير الفني مطالب بإيجاد حلول تستطيع الإسناد والمساعدة ، وقد لا يستطيع ضم بعض المحترفين الهامين مثل أليكسيس نصار أو عبد اللطيف البهداري أو عماد خليلي الذي سمعنا مؤخراً بأنه وافق على اللحاق بالوطني ، وهو يمتلك إمكانيات عالية قد تساعده على تحقيق إنجاز برفقة زملائه .

كذبة عداء جمال محمود

قرأت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشوراً لأحد الزملاء يتحدث فيه بأن البعض ما انفك عن ذم جمال محمود منذ يومه الأول مع المنتخب ، وكأن ما يجمعنا بالمدرب حالة عداء غير منطقية منحرفة عن مسارها الرياضي الإنساني ، وما وددت التنويه إليه بأنه لم يجمعني أية خلافات شخصية مع محمود ولم أذكر بأن وقع بيننا حتى تبادل للحديث بأي شكل سوى لقاء أو اثنين أجريتهما معه منذ تولي مهمة تدريب الفدائي .

عملية تشخيص الأمـور على أن هناك حالة عداء بين من ينتقد المدرب والمنتخب هي كذبة يبتدعها البعض ، فالاحترام هي السمة الطاغية دون تجريح أو إساءة ، وعلينا جميعاً النظر لموضوع النقد بأنه من باب المصلحة العامة ، فنحن لا ننتقد جمال محمود كشخص ، بل أننا ننتقد أخطاء وقع بها بناء على رؤيتنا الرياضية الخاصة ، والنقد البناء هو أساس وجود مجتمع ديمقراطي .

أخيراً ، من ينتقد فهو لا يمتلك حقداً أو كرهاً شخصياً ، وكل شخص مسؤول فهو في موضع النقد والانتقاد ، وهذي هي الحالة الإيجابية السليمة المثالية ، فلا يعقل بأن يكون كل شيء بلا أخطاء ، وما أكثر المواضيع التي لا تجد تعليقاً ، وتمر مرور الكرام رغم أهميتها ، وهي مسؤولية أتحملها كما يتحملها الجميع في واقع يفترض أن يشهد تغييراً حقيقياً خاصة على الصعيد الإعلامي .

داخل الخبر تحت التفاصيل