مشاركة لاعبي الأندية في الساحات الشعبية بين مؤيد ومعرض..!!

الخميس 2015-07-02 11:58:35 تعليقات: 0
مشاركة لاعبي الأندية في الساحات الشعبية بين مؤيد ومعرض

عقـل: ما يفعله اللاعبون غير مبرر.. والخصومات المالية ضرورة للحد من الظاهرة..

دلـول: الفكرة مرفوضة تماماً.. ومتعة المشاركة الوهمية في البطولات قد تُنهي حياة اللاعب..

الحولي: الساحات الشعبية مقبرة للاعبين.. ووقوف الأندية كــ "المتفرج" يدعو للقلق..

الحلو: أشارك في أربع بطولات مختلفة.. والابتعاد عن الضغوطات النفسية دافعٌ للمشاركة..

الأشقر: اللعب في الساحات الشعبية فرصة للتواصل مع اللاعبين.. وكسر حالة الروتين..

السويركي: غياب ثقافة الاحتراف لدى اللاعبين تبرر لهم اللجوء للمشاركة كمتنفس جديد..

كتب أحمـــد ســـلامة:

بالأمس القريب لفت الزميل العزيز "محمد العمصي" عبر صفحته على الفيس بوك إلى قضية مهمة تتعلق بلاعبي الأندية في المحافظات الجنوبية ومشاركتهم في بطولات الساحات الشعبية والرمضانية، ومن هو مؤيد أو معارض لهذه الظاهرة، خاصة أن بطولات الحواري والساحات الشعبية التي تُقام في المحافظات الجنوبية لا زالت تُلقي بظلالها على لاعبي ونجوم الأندية الغزية الذين يرونها متنفساً لهم بعد انتهاء البطولات الرسمية، لكن الأمر لا يتعلق بتوقف النشاط الرياضي لأن جميع لاعبي الأندية بلا استثناء يلجئون للمشاركة في هذه البطولات حتى أثناء قيام البطولات، حتى أن عدداً لا بأس به من اللاعبين يتغيبون عن بعض مباريات وتدريبات فريقهم الرسمية من أجل مباراة في إحدى الساحات الشعبية لا تُسمن ولا تُغني من جوع، الغريب أن معظم اللاعبين يُقدمون الساحات الشعبية على أنديتهم بسبب حفنة بسيطة من المال تكاد لا تُعد، أو مقابل مأدبة عشاء دون مراعاة لخصوصية أنديتهم..

"أيام الملاعب" ألقت الضوء على هذه الظاهرة التي تنتشر كما النار في الهشيم في عدد كبير من ملاعب الساحات الشعبية المنتشرة في مدن وضواحي قطاع غزة لمعرفة أسباب لجوء اللاعبين لهذه البطولات رغم ارتباطهم بعقود مع أنديتهم.. وكيفية الحد منها..

معارضون..

يقول "إياد عقل" المحرر بجريدة الأيام، أنه ضد هذه الظاهرة وبالتحديد في المحافظات الشمالية حيث يطبق نظام الاحتراف، مشيراً إلى أنه شاهد احد أبرز اللاعبين المحترفين يلعب في بطولة تنشيطية في رام الله تحت مرأى أعضاء الاتحاد ومسئولي الأندية، وكان هو اللاعب الوحيد في البطولة المقيد في سجلات الاتحاد، وسبق له أن مثل المنتخب الوطني، مطالباً ناديه بضرورة معاقبته وفرض خصومات من مستحقاته المالية طالما لعب لغير ناديه في بطولة ساحات شعبية، مُشدداً على ضرورة أن يكون هذا البند واضحا في عقد اللاعب..

ويشاركه الرأي الصحافي مهند دلول الذي رفض الفكرة جملة وتفصيلاً بالرغم من حب اللاعبين لهذه البطولات، ووجود مذاق وسحر خاص للساحات الشعبية، مشيراً إلى أن سبب الرفض المباشر لتلك الظاهرة هو أنه قد نفقد لاعباً مميزاً جراء إصابة خطيرة خلال هذه البطولات، وكثيراً ما فقدت الرياضة الفلسطينية مواهباً بسبب إصابات جسيمة تعرضوا لها خلال هذه البطولات.

ورفض دلول فكرة أن يتم معاقبة اللاعبين جراء هذا التصرف على اعتبار أن الأندية لا تملأ أجندتها بأنشطة مختلفة للاعبين أثناء توقف البطولات الرسمية.

ولم يختلف رأي الكابتن جمال الحولي" المدرب العام للمنتخب الوطني، ورفض بشدة مشاركة لاعبي الأندية في بطولات الساحات الشعبية، وإفساح المجال لغير المسجلين في كشوفات الاتحاد مما يمهد الطريق لانضمامهم للأندية في حال سمحت إمكاناتهم بذلك، مشيراً إلى أن مشاركة لاعبي الأندية لن تقدم لهم شيئاً، بل قد تعرضهم لإصابات عنيفة تمنعهم من مواصلة اللعب، وقد تحرمهم إلى الأبد، خاصة أن بطولات الساحات الشعبية يكون اللعب بها عنيفاً على غير البطولات الرسمية.

وبالرغم من أن معظم لاعبي الأندية خرجوا من الساحات الشعبية إلا أن "حمادة شبير" لاعب نادي خدمات الشاطئ والمنتخب الوطني السابق رفض الظاهرة تماماً، مُشدداً على ضرورة أن يأخذ اللاعب راحة سلبية بعد انتهاء الموسم الرياضي للاستشفاء، مشيراً إلى أنه في حال تعرض لاعب لإصابة عنيفة، فقد تمنعه من اللحاق بفريقه مع بداية الموسم، وبالتالي سيفقد الفريق والنادي جهوده بسبب عدم اللامبالاة والاستهتار من خلال هذه المشاركات..

وجهات نظر..

"أنس الحلو" نجم غزة الرياضي قال أن الأندية في غزة لا تعيش احترافاً حقيقياً لتمنع اللاعبين من المشاركة في بطولات الساحات الشعبية، خاصة بعد انتهاء الموسم الرياضي، مشيراً إلى أن لجوئه للمشاركة يأتي لأجل المتعة والسمر، واللعب مع أصدقاء لا يستطيع اللعب معهم في البطولات الرسمية.

وأكد الحلو الذي يشارك في أربع بطولات مختلفة، أن هذه البطولات تضفي أجواءً من المتعة والإثارة بشكل أكبر من البطولات الرسمية، على اعتبار أن اللعب فيها يكون بلا ضغوطات على اللاعبين أو الجماهير والمتابعين، لافتاً إلى ضرورة أن يحذر اللاعب من اللعب بعنف أو الالتحام غير المبرر مع اللاعبين الآخرين لتجنب الإصابة بالرغم من حرص الجميع على تفادي الأذى أو إلحاق الضرر..

ولم يختلف رأي زميله في الفريق "باسل الأشقر" الذي أكد أن بطولات الساحات الشعبية فرصة مواتية للالتقاء بالزملاء اللاعبين، للبقاء على تواصل دون انقطاع، وقتل حالة الملل والروتين التي تسيطر على اللاعبين عقب انتهاء الموسم الكروي.

ورفض الأشقر أن يتم فرض عقوبات على اللاعبين المشاركين من الأندية، خاصة أن معظم الأندية تفقد التواصل مع لاعبيها بعد انتهاء الموسم الرياضي، ولا توفر أدنى أسس التواصل مع اللاعبين من خلال مشاركتهم في رحلات ترفيهية، أو القيام بعمل يوم رياضي للاعبين من خلال بعض مسابقات الألعاب الصغيرة التي تخفف عن كاهل اللاعبين بعد موسم رياضي شاق.

وخالفهما الرأي الكابتن "حربي السويري" نجم الشجاعية الشاب، رافضاً فكرة اللعب في الساحات الشعبية، نظراً للسلبيات الكثيرة المترتبة عليها، والتي تأتي في مقدمتها "الإصابة" التي تهدد مستقبل أي لاعب كرة قدم، خاصة أن مثل هذه البطولات تجميع بين لاعبي الأندية وعدد كبير من الهواة، فتكون المغامرة بالمشاركة غير محسوبة العواقب، مؤكداً أنه في حال إصابة أي لاعب، فمن الممكن أن يتخلى عنه ناديه كونه تجاوز الخطوط الحمراء.

وبالرغم من رفضه للظاهرة برُمتها إلا أن السويركي رفض فكرة توقيع عقوبة على اللاعب من قِبل ناديه كونه ليس لاعباً محترفاً، مشيراً إلا أن الأمر يتعلق بثقافة اللاعب ومدى تعامله باحترافية مع نفسه وقيمته كلاعب كرة قدم له اسمه، مرجحاً أن لجوء معظم لاعبي الأندية للمشاركة في هذه البطولات يأتي للابتعاد عن الضغوطات النفسية والعصبية التي عاشها اللاعب خلال الموسم الرياضي، ليجد الساحات الشعبية متنفساً حيوياً له.

دور الأندية والمؤسسات..

لاشك أن للأندية والمؤسسات دور كبير وفعال للحد من هذه الظاهرة، فالأندية مع بداية الموسم الجديد بدأت تدفع للاعبيها أموالاً قليلة لكنها مناسبة مقارنة بالأوضاع الرياضية التي تعيشها المحافظات الجنوبية، وبالتالي فإن الأندية تعيش احترافاً مبطناً، لذا على الأندية أن تُقر لوائح عقوبات صارمة بحق اللاعبين الذي يلعبون في الساحات الشعبية على حساب أنديتهم.

فيما يتجلى دور الشركات في إقامة بطولات للهواة الذين لا يلعبون في الأندية وغير مسجلين رسمياً في كشوفات الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتي من شأنها المحافظة على لاعبي الأندية إضافة لمنح الهواة حرية نشاطهم الرياضي، ومنع أي لاعب مُسجل في كشوفات الاتحاد من المشاركة في مثل هذه البطولات كشرط أساسي..

 

داخل الخبر تحت التفاصيل