بئس الرياضة.. حين تنتحر الأخلاق..

الثلاثاء 2015-04-07 01:37:00 تعليقات: 0
بئس الرياضة حين تنتحر الأخلاق

كتب أحمـــد ســــــلامة:

أثار التحكيم في المباريات الأخيرة جدلاً واسعاً حول أداء الحكام وقدرتهم على إدارة وضبط المباريات بالشكل المطلوب، وهو ما لم يحدث من قبل على مدار مباريات الدوري، ويبدو أن اشتعال المنافسة، الضغط النفسي المُلقى على عاتق المنظومة الرياضية برمتها من اتحاد، وإدارات أندية، ولاعبين، ومدربين، وحكام، وإعلاميين ألقى بظلاله في مباريتي اتحاد خان يونس والشاطئ التي شهدت شغباً من جماهير الطواحين، ولاعبيه اعتراضاً على عدم احتساب حكم اللقاء "أشرف زملط" لضربتي جزاء حسب مطالب اللاعبين، بالإضافة لاعتراضهم على عدد من القرارات التي يرونها بأنها عكسية، وكذلك مباراة شباب خان يونس وخدمات النصيرات الأكثر جدلاً، والتي تعدى فيها الشغب إلى الاعتداء على حكم اللقاء "رياض سعدات" من قبل كابتن الفريق "فريد الحواجري"، بالإضافة إلى رشق طاقم التحكيم والشرطة بالحجارة، ما دفع الحكم إلى إنهاء المباراة قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق.. وبالطبع اتخذ اتحاد الكرة قررات صارمة حفاظاً على هيبة الحكام وكرامتهم، وحفاظاً على منظومة اتحاد الكرة كجسم يعمل لخدمة الأندية..

ولستُ هنا في مقام الجلاد للحكام والجماهير والأندية، فلست خبيراً تحكيمياً كي أُدلي بدلوي حول أداء الحكام، لأن هناك ذوو الاختصاص بهذا الشأن، ولكننا لا زلنا بحاجة إلى ثقافة رياضية وأخلاقية تضيف إلى الرياضة رونقها ومتعتها، بدلاً من تحويلها إلى حلبات صراع ودماء.. فالحكم "بشر" يُصيب ويُخطئ، ولا يوجد حكم يتعمد أن يقع في الخطا، ثم أنه لا يوجد فريق في العالم لم يستفد من أخطاء التحكيم، والتي تعتبر جزء من متعة اللعبة وإثارتها، فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد حين تستفيد الأندية من خطأ، والعكس صحيح؟!

لا زلنا بحاجة إلى الكثير الكثير من الثقافة الرياضية قبل الدخول في منافساتها، لأن الرياضة أخلاق وأدب قبل أن تكون منافسات، وعلينا احترام طواقم التحكيم وقراراتهم مهما كانت نتائجها، ومن أراد التظلم، فهناك طُرق صحيحة وسليمة، ورسمية يمكن من خلالها استعادة الحقوق، ولا يضيع حق وراءه مُطالب ما دام صاحب الحق مُحقاً في مظلمته..

أما أن تتحول ملاعبنا إلى ساحات معارك، فلا حاجة لنا بالرياضة.. وبئس الرياضة حين تنتحر الأخلاق..

داخل الخبر تحت التفاصيل