الأيام -  سلطان عدوان

وسط الحسرة وخيبة الأمل التي اجتاحت قلوب الفلسطينيين بعد ضياع حلم التأهل لملحق كأس العالم، برز اسم عدي خروب كأحد أبرز نجوم كتيبة الفدائي ولاعبيها الموهوبين بوفائهم وعطائهم، وبات ورقة رابحة للمدير الفني إيهاب أبو جزر.

ونجح رمانة ميزان الفدائي ورجل المواجهة الختامية، عدي خروب، في تسجيل هدف التقدم لمنتخبنا الوطني لكرة القدم برأسية متقنة اخترقت شباك العمانيين في الجولة العاشرة من المجموعة الآسيوية الثانية، قبل أن تهتز مدرجات استاد الملك عبد الله في العاصمة الأردنية في الثواني الأخيرة باقتناص عمان لهدف التعادل، وتكتب السطور تلك النهاية المخيبة لمشوار مليء بالصعاب والتحديات والآمال.

ورغم ذلك، فإن الأداء البطولي للمنتخب يستحق الإشادة وسيبقى محفوراً في ذاكرة اللاعبين، ومن بينهم عدي خروب الذي يمتلك قدرة فائقة على الالتحام واستخلاص الكرات وقراءة اللعب بذكاء لمنع الهجمات المضادة.

 باختصار، هو لاعب مميز لا يكل ولا يمل، يركض في كل مكان، يغطي المساحات ويقدم الدعم الدفاعي والهجومي بنفس الكفاءة، ويتمتع بدور فاعل في بث الطمأنينة لزملائه في أصعب الظروف، ما جعله قائداً حقيقياً على أرض الملعب بفضل خبراته المتراكمة.

دموعه التي ذرفت بعد صافرة النهاية، تؤكد صدق انتمائه وإخلاصه وتقديمه كل ما لديه حتى الرمق الأخير، وقد غرد اللاعب على منصات التواصل الاجتماعي قائلاً: "قدمت بكل ما بوسعي أنا وزملائي اللاعبين لإسعادكم وإفراح شعبنا المظلوم ولو بشيء بسيط، لكن هكذا القدر فرحة لم تكتمل وصدمة لا تُحتمل وغير متوقعة، سنبقى نقاتل حتى نفرح".

وبرز اسم خروب، الذي حصل على فرصة حقيقية وبات أحد عناصر تشكيل الفدائي الأساسي، في الملاعب الفلسطينية حيث صال وجال وقدم مستويات عالية مع العديد من الأندية المحلية، مما أسهم في احترافه بصفوف كلانتان الماليزي وأهلي بنغازي الليبي.

اليوم، ربما لم يكتمل حلمه في التأهل، لكن الغد سيقف عدي خروب وزملاؤه أمام تحدٍ جديد يتمثل في تحويل هذه الحسرة إلى دافع أقوى لمستقبل مشرق للكرة الفلسطينية.