الأيام - أشرف مطر

لن ينسى مخيم الشاطئ وأنصاره ومحبوه، العاشر من آذار الجاري، هذا اليوم التاريخي الذي شهد التفافاً كاملاً للمخيم بكافة أطيافه وألوانه، ومعهم المناطق المجاورة وكل أبناء مدينة غزة لدعم "أبناء البحرية" للعودة مرة ثانية للدوري الممتاز، بعد موسم طارئ في الدرجة الأولى.

مشهد ملعب اليرموك، كان غير طبيعي، وحدثاً فريداً من نوعه في دوري الدرجة الأولى، وحسب الإحصائيات غير الرسمية، فإن ما يقارب من 13 ألف متفرج امتلأت بهم مدرجات ملعب اليرموك التاريخي ومحيطه، فالجميع حضر من كل حدب وصوب، في طوفان بشري غير مسبوق لمتابعة ودعم الأزرق.

ما حدث في الشاطئ هو استثناء، وسيناريو لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه، لأن فريق الكرة فرّط بالكثير من النقاط خلال مرحلة الذهاب، لدرجة أنه كان يتبوأ المركز الخامس وكان بعيداً للغاية عن حسابات الصعود، لكن الأمور اختلفت تماماً معه في جولة الإياب، ومع تولى الكابتن عماد هاشم المسؤولية الفنية، وفي هذه المرحلة نجح الجهاز الفني مع دعم كامل من الإدارة والجماهير في رفع لواء التحدي، هذا الأمر انعكس على الفريق ونتائجه فحقق 8 انتصارات متتالية قبل المواجهة المصيرية الأخيرة مع نماء على بطاقة الصعود الثانية بعدما حجز أهلي غزة البطاقة الأولى.

نتائج وانتفاضة "أبناء البحرية" وضغطهم المستمر على نماء أربك حسابات الأخير، وهُنا برز دور الخبرات التي أعتقد أنها لعبت الدور الأهم والأبرز مع الدعم الجماهيري غير الطبيعي، في تحويل دفة الصراع، ورغم امتلاك نماء للاعبين على أعلى مستوى بقيمة سعيد السباخي ومحمد القاضي وعاهد أبو مراحيل، إلا أن نماء لم يتحمل الضغوط، فبدأ يفقد النقاط تباعاً، وتعثر نماء في لقاءات حاسمة كان ممنوعاً عليه الخطأ فيها، خاصة آخر مواجهتين له أمام بيت لاهيا وبيت حانون الأهلي، وهذه النتائج غيرت مسار البطاقة الثانية، فدخل الشاطئ المباراة الأخيرة وهو في المركز الثاني بفارق نقطة.

الشاطئ عاد إلى مكانه الطبيعي المستحق بين كبار الدوري وفي دوري الأضواء الذي تواجد فيه منذ نشأته، واستحق من خلاله أن يكون ثاني المتوّجين بالدوري الممتاز عام 1983-1984، وكما قالت جماهيره وهي تحتفل وتغني وترقص طرباً بالصعود: "الشاطئ كان ضيف شرف على الدرجة الأولى وانتظروه في الممتازة الموسم القادم".