الجمعة 2025-12-05
17:18:14
تعليقات: 0
بقلم أ. زايد الحسنات
يقال إن الرياضة دبلوماسيةٌ ناعمة، لغةٌ تتجاوز الألوان والحدود، وتوحِّدُ الشعوب حين تعجز السياسة عن مدّ جسورها. ونحنُ الفلسطينيين، أحوجُ ما نكون إلى هذا الصوت الهادئ الذي يصل إلى العالم بلا صخب، فيحمل حكايتنا كما هي: صلبةً رغم الجراح، حيّةً رغم كل محاولات الإطفاء.
لطالما دعوتُ إلى أن نهتمّ بمنتخب فلسطين، فهذا الفريق والذى يلقب بالفدائي ، ليس مجرد مجموعة لاعبين، بل هو صورةٌ مكثّفة عن إرادة شعبٍ ، يقاوم بالوجود، والصبر وبالأمل أيضًا. نعرف حجم الصعوبات التي تلاحقه من نقص الإمكانات وتعقيدات السفر وتوزّع لاعبينا في أصقاع الأرض، ولكن العزيمة حين تصدق، تشقّ طريقها بين الكبار كما يشقّ النور مساره في أوعر الظلمات.
وها هو المنتخب الفلسطيني يفعلها فى كأس العرب ؛ يدخل الفرح إلى البيوت ويوقظ البهجة في قلب كل فلسطيني اينما كان ، وكل عربي يرى في فلسطين جزءًا من قلبه. يجمع أبناءه المنتشرين، من الدنمارك ، وصولا لتشيلى ،الطيور المهاجرة التي تعود كي تنال شرف ارتداء قميص الوطن، كما يفعل شباب العالم حين يحلمون بألوان بلادهم.
هذا الفرح يليق بنا رغم الجراح والمأسى . يليق بشعبٍ تعلّم أن يحرس حلمه بيد، ويزرع أمله باليد الأخرى.
يليق بوطنٍ قال فيه محمود درويش:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة… وها نحن نرى أحد هذه الاستحقاقات يمشي على عشب الملاعب، يحمل اسم فلسطين عاليًا، ويذكّر العالم بأن لنا مكانًا بين الكبار، مهما طال الطريق.
![]() |















